salim المشرف العام
عدد المساهمات : 176 تاريخ التسجيل : 24/06/2011 العمر : 27 الموقع : batna
| موضوع: خير الناسِ مُتعلم القرآنِ ومعلمُه الإثنين يونيو 27, 2011 11:57 pm | |
| أهـلاً و سهـلاً بـرواد منتدى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خير الناسِ مُتعلم القرآنِ ومعلمُه
إن لقراءة القرآن منزلةً عظمى ، ورتبةً عُليا ، وفرحًا روحانيًا لا يضاهيه فرحٌ ، ولذةً لا تضاهيها لَذَّةٌ ، لأنّه كلامُ الله - عز وجل - الملكِ العّلام ، الذي بيدِهِ أَزِمّةُ الأمور ، ومقاليدُ النّاس ، لذا كان حافظُ القرآنِ عامرَ القلبِ ، ومُهمِلُ القرآنِ مظلمَ القلبِ .
استمع معي - أُخَيَّ - إلى قولِ قرةِ العينِ صلى الله عليه وسلم : » إنَّ الذي ليس في جوفِهِ شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ « . أخرجه الترمذي ( 2913 ).
[size=21]ويَحسُنُ بنا أنْ نعطِّرَ مجلسَنا بذكرِ نبذةٍ عن مقرئ ِالأئمَّةِ والأعلامِ على مَرِّ السنينَ والأعوامِ ، عن » أبي عبد الرحمن ، عبد الله بن حبيب السلميّ « الضرير ، المولود في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، المتوفَّى - على أحـد الأقوال - سنة (85) هـ ، وله من العمر (90) سنة ، ولأبيه صُحبةٌ . كان في العبادة لبيبًا ، وفي التعليم أريبًا ، وكان المنتهى إليه في القراءة تجويدًا وضبطًا ، أَخَذَ القراءةَ عرضاً عن السادةِ عثمانَ ، وعليّ ، وابنِ مسعودٍ ، وزيدِ بن ثابتٍ ، وأُبَيّ بن كعبٍ - رضي الله عنهم - .
قال أبو عبد الرحمن السلمي : أَخَذْنَا القرآنَ عن قومٍ أخبرونا أنَّهم كانوا إذا تعلّموا عشرَ آياتٍ لم يجاوزوهنَّ إلى العشر الأُخَرِ حتى يَعْلَموا ما فيهنَّ ، فكنّا نتعلّم القرآنَ والعملَ به ، وأنَّه سيرثُ القرآنَ بعدَنا قومٌ يَشْرَبُونَهَ شُربَ الماءِ لا يُجاوزُ تَراقيهم ، بل لا يُجاوزُ هاهنا ( ووضع يده على حلقه ) . كان أبو عبد الرحمن السلمي أوّلَ من أقرأَ الناسَ بالكوفة بالقراءةِ المجمَعِ عليها ، وكان يُقرئ القرآنَ يبتغي فيه وَجهَ اللهِ - عزّ وجلّ - لا يُريد على ذلك أجرًا ، حتى أنّ رجلاً كان يقرأُ عليه فأهدَى له فرسًا فردّها عليه ، وقال له : ألا كان هذا قبل القراءةِ ؟ كأنّه قال : أنا لا آخذُ منك أجراً على تعليمك القرآنَ ، وإنما أحتسبُ ، ولو لم أكن معلّمًا لك لأخذتُ الفرسَ هديةً . وكان ثقةً ، كبيرَ القدْرِ ، وحديثُهُ مُخَرَّج في الكتبِ الستة .
ما الذي جَعَلَ هذا الإمامَ الصوّامَ القَوّامَ يعكِف في المسجدِ الأعظمِ في الكوفةِ أربعين سنةً يُعلّم الناس ولا يقبل منهم على التعليم أجرًا ؟! أجل ، الذي حمَلَهُ على ذلك حديثٌ يرويه عن عثمان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم ألا وهو » خَيرُكم مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ وعَلَّمَه « . وعَلَّم القرآنَ في إِمرةِ عثمانَ حتى كان الحجَّاجُ ، قال : ذاك الذي أَقعَدَني مَقْعَدي هذا . رواه البخاري (5027) والترمذي (2907) . هذا طَرَفٌ من أخلاقِ معلِّمِ القرآن ، وميزانٌ دقيقٌ يَزِنُ به معلّمُ القرآنِ نفسَه ([1]) . نسألُ اللهَ - عزّ وجلّ - أنْ يُخَلّقَنا بأخلاقِهِم ، ويُؤَدِّبنا بآدابهم . وصَلّى اللهُ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصَحبه وسَلَّم . أ.د. محمود بن يوسف فجال
_________________________ (1) انظر » حلية الأولياء « ( 4 : 192) ، و» غاية النهاية « ( 1 : 413 ) ، و» تهذيب التهذيب « ( 5 : 183 - 184 ) . [/size] | |
|